التعايش والمواطنة

التعايش والمواطنة

التعايش والمواطنة

…لا تزال صور ذلك الراعي وعائلته المنكوبة، وتلك الحافلة، وصور ما حدث في فرنسا ولبنان وغيرها من الأماكن في ذهني… يا لبشاعة هذه المشاهد
حرك فيّ ما رأيت حيرة وأسئلة تراودني ماذا جرى للإنسانية؟ هل نسيت أنها خلقت من تراب واحد وأن الإنسان نبيل وأنّ نبله مأتاه روح الله التي نفخت فيه وهو مخلوق على صورة الله ومثاله؟
لكن ما شاهدته جعلني أتساءل عما إذا كان الانسان ما زال يحس بأخيه الانسان بغض النظر عن الاختلافات الجهوية والطبقية والعرقية والدينية…؟
وان التونسيين بصفة خاصة والانسانية عامة هي كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. لقد صعقنا من هول الفقر المدقع التي لا زالت تعيشه مناطق عدة من بلدنا. فهل يشعر الأغنياء يا ترى بآلام الفقراء ومعاناتهم ؟ هل من العدل أن تحرم الأغلبية من أبسط مقومات حقوق الانسان وكرامته؟ هل العدالة هي مجرد قوانين نضعها دون تطبيقها في غياب الاحساس بالآخر وجراحه؟
ألم يدخل هؤلاء الارهابيون المجرمون القتلة مدارسنا و زاولوا تعليمهم فيها؟ كيف لنا أن نراجع محتوى التعليم الذي لا يواكب متطلبات العصر وتحدياته ؟ ويؤسس لمواطنة الكل شريك فعال فيها؟
.كل هذه الأسئلة التي راودتني تحتاج حسب اعتقادي الى تفكير ومشورة جماعية. فالدعوة مفتوحة للجميع كي نفكر في قضية التعايش السلمي

1 Commentaire

  1. ما هو جلي أن الواقع الحالي مؤسف فالتونسي يتخبط بين مشاهد الفقر والقتل والإرهاب والكراهية والتحريض والأسئلة التي ذكرت أعلاه صارت مشروعة وتعكس ما نحن بحاجة إليه لكن لإيجاد الحلول والاجابات. لا أضن أن هناك شخص أو مؤسسة لها الحل السحري والحيني فالحل أضن هو عملية تشاركية وجماعية تنبع من توليد مشترك ومن خلال الحوار والمشورة لكن وصولنا لهذا النضج منوط بتوفر عوامل أساسية أهمها هل نستطيع أن نبني عملية تشاركية من البحث والمشورة مع شخص تعتقد أنه كافر ولا يحق له العيش فكيف أن أتعلم منه؟ هل نستطيع أن نبني عملية تشاركية من البحث والمشورة مع شخص تعتقد أنه لا يستحق مواطنته أو أقل درجة مني بسبب اختلاف العرق أو اللون أو الجهة أو الطبقة أو الاعتقاد؟ هل نستطيع أن نبني عملية تشاركية من البحث والمشورة مع شخص لا يحظى بأبسط الحقوق الكونية والعدالة؟
    وبالتالي في اعتقادي المتواضع لكي نجد مخرج من المأزق الذي نحن فيه وعبور هذا النفق المظلم الذي هو ليس مأزق التونسي فقط بل الجنس البشري لابد من توفر قيم التعايش ليس المبني على القبول فقط بل على رؤية الأخر كمواطن بكافة حقوقه رغم اختلافه نتعايش مع التنوع ونراه مصدر من مصادر التعلم والمعرفة، وإرساء قيم العدل وحقوق الانسان كجانب ثقافي ومكون للهوية منذ الطفولة والمراهقة ليعكس تعليماً عصري ومنفتح وذو جودة تصقل الجانب العلمي والأخلاقي والتربوي.

    Répondre

Poster le commentaire

Votre adresse de messagerie ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

Vous pouvez utiliser ces balises et attributs HTML : <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>