تاريخ البهائيّة في تونس
يرجع دخول الدّين البهائي إلى تونس إلى سنة 1921م، أي منذ حوالي القرن، عندما حلّ ببلدنا السيّد محي الدّين الكردي، وهو بهائي مصري من شيوخ الأزهر الشريف، قدم إلى بلدنا ليُبلِّغ رسالة حضرة بهاءالله.
أعلن حضرة بهاءالله دعوته في بغداد سنة 1863م وكان العرب من أوائل الذين استجابوا لرسالة حضرته. تعلن هذه الرسالة في جوهرها أن البشرية أسرة واحدة وتخبر أنه قد حان الوقت لتتّحد الشعوب والملل. إنّ هذا المبدأ الأساسي والذي كان يبدو للبعض حتى زمن ليس ببعيد ضربا من الخيال بات أنسب علاج للعلل التي يُعاني منها العالم بأسره ومنه بلدنا تونس. يتفضل حضر ة بهاءالله:
” وَالَّذِي جَعَلَهُ اللهُ الدِّرْياقَ الأَعْظَمَ وَالسَّبَبَ الأَتَمَّ لِصِحَّتِهِ هُوَ اتِّحادُ مَنْ عَلَى الأَرْضِ عَلَى أَمْرٍ وَاحِدٍ وَ شَرِيعَةٍ واحِدَة “
بعد قُدوم الشيخ الكردي، آمن عدد من التونسيين بالدين البهائي وساهموا بدورهم في إيصال هذه الرسالة المقدّسة إلى أصدقائهم ومعارفهم. ومنذ ذلك الحين، يعمل البهائيون في تونس على تطبيق تعاليم دينهم من خلال المشاركة الفعالة مع أبناء مجتمعهم لِبناء قِيمٍ روحانية وأخلاقية تساعدهم على المساهمة معًا في بناء حضارة إنسانيّة جديدة عالميّة الأبعادِ تتميز بتناسق بين التطور الروحاني والمادي، وهم بذلك جزء لا يتجزّأ من نَسِيج مُجتمعِهم مُلتزمون بخدمته ومُتفانون في محبّته.